کد مطلب:355749 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:379

اهمیة البحث عن الامامة


والبحث عن الامامة بحث فی غایة الحساسیّة والاهمیّة، لانّنا نری وجوب معرفة الامام، وعندما نبحث عن الامام وتعیین الامام بعد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)، نرید أن نعرف الحقّ فی هذه المسألة الخلافیة، ثمّ لنتّخذه قدوةً واُسوة، لنقتدی به فی جمیع شؤوننا،



[ صفحه 16]



وفی جمیع أدوار حیاتنا.إنّما نرید أن نعرفه ولنجعله واسطة بیننا وبین ربّنا، بحیث لو سئلنا فی یوم القیامة عن الامام، بحیث لو سئلنا یوم القیامة لماذا فعلت كذا؟ لماذا تركت كذا؟ أقول: قال إمامی إفعل كذا، قال إمامی لا تفعل كذا، فحینئذ ینقطع السؤال.

عندما نرید البحث عن الامام لهذه الغایة، فبالحقیقة یكون البحث عن الامام والامامة بحثاً عن الواسطة والوساطة بین الخالق والمخلوق، نرید أنْ نجعله واسطة بیننا وبین ربّنا، نرید أن نحتجّ بما وصلنا وبلغنا من أقواله وأفعاله فی یوم القیامة علی الله سبحانه وتعالی، أو نعتذر أمامه فی كلّ فعل أو ترك صدر منّا وسألنا عنه، فنعتذر بأنّه قول إمامنا أو فعل إمامنا، وهكذا بلغنا ووصلنا عنه، هذا هو فی الحقیقة لبّ البحث عن الامامة.

إذن، یظهر أنّ البحث عن الامامة بحث مهمّ جدّاً، لانّ الامام حینئذ یكون كالنبی (صلی الله علیه وآله وسلم) واسطةً بیننا وبین ربّنا عند فقد النبی.

أمّا أنْ یكون الامام حاكماً بالفعل أو لا یكون حاكماً، أنْ یكون مبسوط الید أو لا یكون مبسوط الید، أن یكون مسموع الكلمة أو لا یكون مسموع الكلمة، أن یكون فی السجن أو یكون غائباً عن الانظار، أو أن یقتل، وإلی غیر ذلك، هذه الاُمور كلّها أُمور أُخری



[ صفحه 17]



تتفرّع علی بحث الامامة، لیس البحث عن الامامة بحثاً عن الحكومة، وإنّما الحكومة من شؤون الامام.

وكثیراً ما یختلط الامر علی الباحثین، وكثیراً ما نراهم یعترضون علی مذهبنا بعدم التمكّن من الحكومة والسیطرة والسلطنة علی الناس، وإلی غیر ذلك، وهذه الاُمور خارجة الان عمّا نحن بصدده.

إذن، لابدّ من البحث عن الامام بعد النبی، لانّا نرید أن نعرف الحق ونعرف الواسطة بیننا وبین ربّنا.

أمّا طریق معرفته، فهذا الطریق أیضاً یجب أنْ یكون تعیّنه من قبل الله سبحانه وتعالی، لانّه لو رجع وطالبنا فی یوم القیامة وقال: من أیّ طریق عرفت هذا الامام؟ فلو ذكرت له طریقاً لا یرتضیه، لقال هذا الامام لیس بحق، ومن قال لك هذا الطریق موصل إلی معرفة الامام الواسطة بینك وبینی لیكون عمله وقوله حجة لك فی یوم القیامة؟

إذن، نفس الطریق أیضاً لابدّ وأن ینتهی إلی الله سبحانه وتعالی، إنتهاؤه إلی الله أی انتهاؤه إلی الكتاب والسنّة والعقل السلیم كما أشرنا من قبل.

ومن هنا، فقد اخترنا آیات من القرآن الكریم، وأحادیث من



[ صفحه 18]



السنّة النبویّة، لكی نستدلّ بها علی إمامة علی، ورجعنا إلی العقل فی المسألة لنعرف حكمه فیها.